brahim oulhaj المدير العام "مؤسس الموقع"
عدد المساهمات : 128 السٌّمعَة : 2 تاريخ الميلاد : 14/06/1997 تاريخ التسجيل : 27/03/2011 العمر : 27 الموقع : http://ev-club.tk/
| موضوع: الإسلام و البيئة الخميس يونيو 02, 2011 1:40 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تعالى (قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) سورة فصلت 9، 10، 11، 12 لقد جعل الله هذا الكون الفسيح من سماء وارض وما بينهما مسخرا من اجل الانسان يؤدي مهمته كما ارادها الله بنظام ثابت لا يتغير والارض التي ذكرها الله وبارك فيها خلق منها الانسان فهو قبضة من تراب هذه الارض من الارض نشأ وعلى الارض يمشي ومن الارض يأكل والى الارض يعود وهذه هي بيئته هو كتلة من اللحم والدم والعظام والاعصاب والاجهزة والغدد والخلايا وقد شاءت ارادته ان تجعل الارض مقرا للانسان كما شاءت الارادة الالهية ان تؤخر ظهور الانسان على هذه الارض حتى يتم اعدادها بكل لوازم الخلافة فيها كالماء والنبات والحيوان والغلاف الجوي المناسب وقبل ان يتم ذلك لم يكن للانسان وجود ولم يكن شيئا مذكورا وصدق الله العظيم اذ يقول (هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) الانسان (1) وجاء الانسان وتسلم مهام الخلافة في الارض وتسلم الارض متوازنة في كل شيء نظيفة من كل شيء معطاءة لكل شيء مهيأة للحياة في كل عناصرها بأغلفتها الصخرية والمائية والهوائية والحيوية وكلها نعم سخرها الله لخدمة الانسان يقول تعالى ( الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) لقمان آية 20 ولقد امرنا الاسلام بالمحافظة على البيئة من التلوث والبيئة المحيطة بالبشر تتمثل في المكونات الطبيعية للارض وهي الهواء والماء والتربة والثروات المعدنية وجميع الكائنات الحيوانية والنباتية تحتوى كذلك على عناصر الثروة المتجددة مثل الزراعة والري والصيد والغابات وعلى الثروة غير المتجددة مثل المعادن والنفط يقول الله تعالى ( له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى) سورة طه آية (6) لقد خرب الانسان البيئة المحيطة به ارضا ونباتا وماء وهواء فالارض قد اختلطت بها سموم المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية ولم تعد تعطي ثمرا الا وبه اثر من يد الانسان المخربة وتحولت بقاع كثيرة منها الى مستودع كبير لقاذورات الانسان ونفاياته ومخلفاته وشمل التلوث كل شيء في بيئة الانسان حتى ان البان معظم الامهات المرضعات اصبحت تحتوي على نسبة من المبيدات الحشرية والتي استخدمها الانسان في علاج المحاصيل الزراعية فاذا بآثارها تمتد لتطارد الانسان في كل البيئات وتسبب له كثيرا من امراض العصر مثل الحساسية والسرطان والامراض النفسية والعصبية وسيتحقق وعيده سبحانه بكل من افسد في هذه الارض التي جعلها الله مستقرا ومتاعا للانسان فدمر كل رائع جميل فيها يقول تبارك وتعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) سورة الروم آية41 وجاء القرآن الكريم يحمل دساتير العدالة الخلقية التي تغرس في الطبائع كل ما يوفر التوازن وحسن التربية والاستقامة مع حركة الكون والحياة والقرآن الكريم في ذلك كله يخاطب في الانسان انفس شيء عنده وهو العقل وهم الذين يستطيعون فهم القرآن واستيعاب صور الاعجاز فيه لقوله تعالى (افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولوا الالباب) الرعد 19 واصحاب العقل هم الذين يفهمون رسالة الوجود ويفقهون اسرار الكون قال تعالى (ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الالباب) آل عمران 190 وما دام البشر يحترمون عقولهم فستبقى خلافتهم في الارض قائمة فاذا خرجوا عن المنهج واساءوا استخدام العقل وافسدوا ملامح الصورة الجميلة للبيئة حقت عليهم كلمة الله واصابهم الدمار (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون) هود 117 وقد اشار القرآن الكريم كذلك الى عناد الذين يتسببون في هذا التلوث واصرارهم على الاسراف في تدمير موارد البيئة بادعائهم انهم يقدمون للبشر خدمات جليلة لمخترعاتهم وفي ذلك يقول الله تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون) البقرة 11. اننا ايها المسلمون لا نتخلى عن المدنية او نهجرها لنعيش في ربوع الطبيعة كما كان يفعل الاجداد بل علينا ان نكون حريصين في التعامل مع روابط الطبيعة فلا نقطعها او نتلاعب بها ونهمل احكامها فلقد جاء كل شيء فيها متوازنا بحب ومقدار يقول تعالى (وكل شيء عنده بمقدار) الرعد 8 ويقول ايضا ( ان كل شيء خلقناه بقدر) سورة القمر 49 وهذا التوازن البيئي يشهد بأن الحق تبارك وتعالى انما سخر البيئة ليكون الانسان في الارض خليفة عاملا على عمارتها والاستفادة من خيراتها برا وبحرا وجوا فماذا فعل الانسان عباد الله؟ تدخل في كل عناصر البيئة وافسد توازنها وهذا ما توقعته الملائكة حين خلق الله آدم عليه السلام وما توقع الملائكة الا ما اراده الله تعالى بقدرته وعلمه يقول الحق تبارك وتعالى (هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى اعلم مالا تعلمون) البقرة 29 ـ 30 ان كلمة (لكم) في الآية ذات مدلول عميق انها قاطعة في ان الله خلق الانسان لأمر عظيم خلقه ليكون مستخلفا في الارض مالكا لما فيها فاعلا مؤثرا بالعمران وليس بالتدمير والخراب. وقد امرنا الاسلام بالحفاظ على انفسنا من خلال الحفاظ على البيئة ويعتبر كل ما يقيم شئون الحياة الطبيعية الطاهرة مطلبا اسلاميا لصيانة النفس البشرية واتخاذ الدنيا معبرا سليما الى الآخرة يقول تعالى (ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة) البقرة 195 فحياة الانسان تقوم على صحة بدنية ونفسية وعقلية لبقاء نوعه حاملا لامانة عمارة الكوكب الارضي قال تعالى (وابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنسي نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين) القصص 77 وقال تعالى ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما) النساء 29 وهكذا يحثنا القرآن على حسن استخدام العقل والموارد والعلم على اساس ان ما في الارض مسخر كله لاشباع غرائز الجسم والمحافظة على الجنس البشري فيزرع ويستنبت ويتفنن لصنع ما يشرب ويعالج امراضه فيستطب ويتعلم ويخترع ويبني حضارة راقية تعبر عن احقيته بالخلافة في الارض قال تعالى ( هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها) هود 61 اذن فكل ما يقيم عمارة الارض يدعو اليه الاسلام سواء بسواء كالصلاة والزكاة والحج والجهاد ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة في الحفاظ على البيئة النظيفة والدعوة الى خلو الحياة من التلوث قال صلى الله عليه وسلم (أرأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ما تقولون هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) رواه احمد في مسنده والبخاري بنحوه. وقد تحولت علوم الارض الى علوم شر وفساد فالشر يعرف ليتقى والخير يعرف ليؤتى وصدق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذ قال (يجب ان يعرف الشر كما يعرف الخير لها الذي لا يعرف الشر احرى ان يقع فيه) فكل ما يقيم شئون الحياة وعمارة الارض من علوم ومعارف حث عليها الاسلام ويدعو الها على انها من صلب الدين والدين هو الحياة بل الحياة بدون الدين موات قال تعالى ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) الانعام 122 وطريق الكتاب والسنة ومصدر الاوامر والنواهي قال تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) الروم 30 لابد من العودة الى الدين الاسلامي لوضع الامور في نصابها واعادة التوازن البيئي الى ما كان عليه فلا خلاص للبشرية من الدمار المرتقب بسبب التلوث البيئي الا بالعودة الى الاسلام ففيه من ضوابط التوازن البيئي ما يعيد الارض ذلولا معطاءة نظيفة صالحة لسكنى البشر. ان الذين يتسببون في هذا الاخلال بالتوازن البيئي هم اعداء الحياة واعداء البشر هذا الصنف من الناس يصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى (واذا تولى سعى في الارض ليفسد ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) سورة البقرة 205 هؤلاء الذين نصبوا مذابح الاشجار في الغابات البكر لأى سبب من الأسباب مثل ادعاء احلال الزراعة وتشييد العمران ومواكبة العصر في تدبير لوازم الانتاج هؤلاء ما يهلكون الا انفسهم يبددونة ثرواتهم ويصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى (وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون) الانعام 26 وسيجنون ثمار تدميرهم للتوازن البيئي الذي خلقه الله في الارض قال تعالى (هل يهلك الا القوم الظالمون) الانعام (47) والاشجار نعمة من نعم الله وآية من آياته في الآفاق ولقد ساق الله رزق السماء الماء ليجعل منه هذه الاشجار غابات وارفة الظلال في الارض قال تعالى (هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون) النحل (10) ويقول تعالى (فأنبتنا به حدائق ذات يهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها) النمل (60) ويتحداهم القرآن في سورة الواقعة ان يأتي مخلوق بشجرة من العدم ليبين اهمية هذه النعمة وبالتالي ضرورة صيانتها وحفظها وتنميتها وعدم احراقها في الغابات قال تعالى (أأنتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون) الواقعة. الغلاف الجوي هو سقف العالم المحفوظ الذي خلقه الله تعالى محيطا بالارض و(الازون) طبقة من طبقات هذا السقف المحفوظ ويرى المفسرون ان الآية من سورة الانبياء تشير الى هذا الغلاف الجوي وتصفه بأنه سقف محفوظ من التسرب والانفلات الى الفضاء الكوني وفيه القبة الزرقاء وهي ظاهرة ضوئية وطبقة الاوزون سقف وضعه الله حول الارض ليحمينا من الشهب والاشعة الكونية وليكون بيئة هوائية تحدث فيها الظواهر الجوية المسخرة لحياة الانسان قال الله تعالى (وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون) الانبياء 32 ان المقصود السماء الدنيا وليس العالم العلوي والتي تحيط بالارض وزينها الله بمصابيح الشهب الراجمة للشياطين وهي التي يغطش ليلها ويخرج ضحاها انها السماء الدنيا السقف المحفوظ والغلاف الجوي الذي خلقه الله نقيا صالحا فأفسده لقد اصبح الجو ملوثا والماء ملوثا والهواء ملوثا وتربة الارض ملوثة بسبب الانسان الذي سعى من اجل الافساد (ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون) النحل 11 ان طبقة الاوزون وهي السقف الذي سخره الله لحماية الانسان من المقذوفات الاشعاعية الكونية مهدد بالزوال وحين يزول السقف لا يختلف الامر عما لو كان قد تبددت الذرات التي خلقه الله منها او يكون السقف قد خر على رؤوسنا وتهدمت قواعده ويكون حالنا شبيها بما حدث في الحضارات السابقة وورد ذكر كارثتهم في قوله تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) النحل (26) انني اخاطب الانسان اي انسان؟! فأقول ايها الانسان كم أسأت الى نعمة الله عليك كم احرقت من اشجار وكم جرفت من تربة وكم قتلت من كائن حي وكم افسدت من مسطح مائي وكم سممت من هواء في سمائك وسماء غيرك من بني البشر ايها الانسان كم نفثت في الفضاء من ملايين الاطنان من انواع الغبار والغازات السامة غبار الاسمنت والمبيدات الحشرية ونواتج الاحتراق المتصاعدة من مصانعك تذكر قوله تعالى (والله لا يحب الفساد) البقرة 20 ايها الانسان عرضت كل شيء حتى طعامك لاشعاع الوقود الذري فمتى يعود اليك رشدك؟ متى تتحول من انسان مدمر الى انسان معمر؟ متي يعود التوازن من جديد الى امنا الارض الطيبة الروم؟ ايها الانسان .. لقد وضح الامر وهو حق وظهر الخطر وهو صدق وما عليك الا ان تتدبر امرك فتصحح مسارك وتعدل من اتجاهك وتحسن استخدام الموارد التي اتاحها الله لك في الارض عملا بقوله تعالى ( ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) النساء 110. | |
|
fatima ezzahrae المدير العام "مؤسس الموقع"
عدد المساهمات : 145 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 10/09/1997 تاريخ التسجيل : 21/09/2011 العمر : 27 العمل/الترفيه : sport المزاج : normal
| موضوع: رد: الإسلام و البيئة الجمعة سبتمبر 23, 2011 11:52 am | |
| شكرا على الموضوع تقبل مروري كل ودي تحياتي فاطمة الزهراء | |
|